Monday, May 05, 2008 قراءات خاصة جدا لواقع عام جدا..2 سيمفونية فجر أتحركُ معها شيئا فشيئا نحو الأمام وفي لحظة ما أكتشف أنها تردني إلي الوراء..ولفظىْ الأمام والوراء ما هما إلا تعبيريْن خادعيْن لا يعبرا سوى عن الحركة الزمنية السرابية التي لاتنمّ عن الحقيقة مطلقا..فحقيقة الأمر هو أنني .أتحرك معها نحو الوراء/التوغل العمري المغبّر وتردني هي إلي الأمام /الطفولة البيضاء علمتنيَ الأصوات فوددت لو عدت الصغير بنصف لسان أكتشف بكارة الأشياء عبر صوتها الذي يطرق باب احساسي للمرة الأولي..أعادت لي الإحساس بتلك الأصوات التي سرق مني احساسي بها اعتيادي علي سماعها أنا:شــــهــد..الكلب بيقول ايه هي:هوْ..هوْ أنا:القطة تقول ايه هي:نوْ..نوْ أنا:العَجَــلة تقول ايه هي:ترِرن..ترِرن أنا:العربية تقول ايه هي: بــيـّة..(لحظة تفكير بسيطة)..بيب ..بيب .في الحقيقة لعبة الأصوات مع ابنة أختي ردتني إلي يوم ما مارست فيه اللعبة بيني وبين نفسي القصة تبدأ مع وقع خطاك يدوس علي آخر خيالك الممتد في شارعك الخالي سوي من خيوط أضواء المصابيح الرفيعة جدا والتي بدأت في النعاس ..تسير وحدك في طريق العودة من صلاة الفجر التي لا تشعر بسكون المسجد ورحابته سوي بتلك الصلاة في غير أيام رمضان والتي يفسد الناس متعتها بزحامهم وغباءهم في أيامه الأولي-رمضان-..تبا لأولئك الأوغاد دوما ما يفسدون متعتنا بالأشياء حتي في قلب الأماكن المقدسة وقع خطاك سريعا ما يتناغم مع صوت النسمة البطيئة التي تجبرك علي انفراج صدرك الذي تسمع صكته حين يُفتح بنفس حركة النسمة المنسابة..مواصلة السير تــُفقدك نغمة خطاك وكأنها تاهت وسط النغمات التي تتوالى " اعتدت النغمة فتلاشي إحساسك بها." ز في هذا الوقت تمتزج عدة نغمات تتألف منها تلك السيمفونية التي لا يشعرها إلاك..رنــّة حذاء الرجل الذي خلفك بعد لحظات علي باب المسجد ولم يترك سوى ثلاثة داخل المسجد"مانتوأصلا كنتوا ستة "..صرير الباب يفتحه جارك الذي سبقك بالخروج ولم تستطع إدراكه حين كنتَ تمارسُ استمتاعكَ بسماع نغمة قدميك ففقدت خياله في الطريق لكنّ صرير الباب مازال يربطك به..سعال جارك الآخر يأتيك طازجا فوْر وصوله منذ وقت ليس بالبعيد من ليلته الشاغرة بالحشيش"يابخته طبعا. ز" صوتُ إمام مسجد السلفيين مازالوا يؤدون الصلاة التي يؤخرون وقتها شيئا يسيرا..صوت هفهفة غسيل بنت الجيران يأتيك ممتزجا برائحة عرقها الذي لم تستطع براعة مسحوق الغسيل في انتزاعها..صوت ثلاث عصافير لا أكثر علي طرف النخلة في الخلاء المقابل منزلك..صوت حمامتين ينبشان التراب ويمارسان طقوسَ بداية اليوم بتبادل القبلات،يبدو طقسا خاصا جدا وقع خطاك الآن يجد مكانه في اللحن من جديد، فهي آخر خطوة تطؤها أمام بابك..المفتاح يخترق صدر الباب كي يُصدر صوتا دمويا..صرير الباب يئنّ.. عقارب الساعة تبكي الحادث في ألم في أول دقتيــْن ثم تعتاد بكاء الساعة ولا تشعر به اللحن يبدو في النهاية..خشخشة الفراش تشي بالدفء القادم..صوت عظامك حين تــُسلم نفسك للفراش وتبسط أعضاءك علي أقصي مدى..يدخل صوت صرير الباب الدموي ثانية..وقع خطيً آخر يــُحيي نغمة الخطي في اللحن من جديد..إنه وقع خطي أبيك..صوت أبيك المتحشرج يلقي بالسلام ..ردك للسلام يغالبه النعاس..يدخل أخيرا صوت الحصير ينبسط في مدخل المنزل يعقبه آخر ما تبقي من صلاة السلفيــّين يتناغم مع صوت تقليب أبيك في المصحف مع حشرجة صوته يفتتح "الــــــــم....." ..يغالبك النعاس.. تستمتع بألم لذيذ يسري في جسدك مع بسطته علي أقصي مدي. ز فاصل زمني لا تعلم مداه.. تلتحم نغمة أبيك الأخيرة مع نغمة أخري له أيضا" وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهاروإن منها لما يشقـّق فيخرج منه الماء،وإن منها لما يهبط من خشية الله ....." الآن تدرك مدي الفاصل الزمني،حزب قرآنيّ قــُرأ..صوت تفــجّر الأنهار وتشقق الحجر كي يخرَّ الماء يمتزجُ مع صوت أمك يرفع عصا المايسترو إيذانا باختتام اللحن *يابني قوم بقي ..القطر هيفوتك..مش هتلحق محاضراتك اللحن يلقي بآخر نغماته في أذنيْك ..تبدأ بعدها في يومك القمئ المعتاد الذي لا تشعر فيه أي نغمات أُخــَرْ..تلك السيمفونية لا تسمعها سوي مرات محدودة جدا حين تستيقظ علي فترات متباعدة جدا جدا كي تستمتع بذاك اللحن وبصلاة الفجر عدا أيام رمضان التي تفضل النوم خلال فجرها الذي أفسده الأوغاد عليْــك. ز ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البوست ينتمي لفترة المحاضرات والجامعة |
|