Monday, October 23, 2006

لكم عيدكم وليَ عيد

دعني أكلمك بشئ من الصراحه..أزعم انى كنت اسعد الأولاد يوم العيد.. لن تتصور مدى سعادتى حين أعود الى المنزل ليلتها بعد آداء دور المصلى فى التراويح كى أجد أختى الكبرى تمارس لعبتها المفضلة فى مسح منزلنا الصغير.. تصرخ فيّ ألا ادخل بحذائى المتسخ وأنا بالطبع لا ألقى بالا.. كم أجد المتعه فى صرختها ثم العبث بكل ما تصنع
لا تتصور فرحتى حين أدخل كى آخذ دش العيد رغم الصابون الذى سيقرفنى بعد لحظات.. بهجتى بحذائى الجديد الذى طلبت من أمى عصر اليوم أن تخرجه لى .. أودعه تحت سريرى وأستودعه شرابى الجديد كىأاصحو من النجمة كى أذهب لادعائى صلاه العيد ثم أعود إلى جدى- وآه ياجدى- حين أجلس معك لحظة عودتنا من صلاة العيد .. كوب شاى بلبن ثم عيدية أظنها ليست كبيرة ولكن ما أبهجها .. الخال يعقبه الخال يدخلون على جدى يقبلون يده ولكن يقبلون جبهتى وليست يدى .. كنت أقف امام تلك اللحظة طويلا بشىء من الانبهار حين أجد خالى الاكبر يدخل فيقبل يده ثم يأخذ أمه الاقصر منه بذراع فى حضنه الذى يعمها بالدفء .. أدخل بين قدميهما .. أمتلىء حنانا ودفئا اخرج فى قمة النشوة والفرح الى الشارع
أعلم ان كل ما قصصته عليك قد عشته مثلى تماما وربما اكثر منه .. اعلم انك تقول انى طيب وغلبان وانك كنت اسعد منى ولكنى اصدقك القول لم يكن من هو أسعد منى سوي خالى الاصغر الذى يكبرنى بثلاث سنوات حيث كان يمتلك كما أكبر من البمب/رصيدا أكبر من العيدية..لكنه لا يمتلك جرعة أكبر من الحنان
أعلم أن الأمر لا يدخل عقلك فلم آتي بجديد حقا..سأريحك سيدي،عيدك حقا كان مثل عيدي.فلا شك أنك كنتتزعج أختك مثلي ساعة المسح وتضع النعل تحت السرير وتخرج لادعاء صلاة العيد وتدخل بين قدمي خالك وجدتك وربما يحتضناك مثلي كما أنك لابد كنت تفرقع البمب وتمضغ الحلوي...ولكن الأمر اليوم يختلف..فكل ذلك تلاشي وربما تلاشي حتي من الذاكرة..وعيدك اليوم ياسيدي ليس كعيديَ أبدا..لكم
عيدكم وليَ عيد..عيديَ اليوم أقضيه معها..معها وحسب..خ\حقا لن أرها منذ فترة ولن أرها قبل فترة إن رأيتها في الأصل..لكنّ العيد معها..فالله يعلم أني لن أرها إلا قليلا..لن أرها سوي طيلة الحلم ليلا/سوي في نبع النور الوالج في عينيّ صباحا/سوي في وجه خطيب العيد/سوي في الشمس التي تطل من وراء كتفه تبتسم للمصلين/سوي في التكبير والتهليل الملائكي/عند تكبيرة الاحرام/سلام الختام/في عيون العابرين المبتسمة/علي ظهر كفيّ أبي حين أقبلهما/بين عيني أمي حين ألوذ إليهما/بين ذراعي أخوتي/في طعم كعكة العيد/في تراتيل الأطفال النشوانة/رقصة البالون علي قدميّ حين تركلها ابنة اختي/في عروستها الضحوكة
لكم عيدكم وليَ عيد..فعيديَ اليوم معها..أو عذرا مع طيفها...كم كنت أتمني أن أكون أول من يرمي إليها تهنئة العيد صباحا في عينيها
حقا..كم أشتاق إليك..إلي رؤياك/سماع صوتك يـــا.......أنـــــــت

Posted by syzef :: 7:47 AM :: 8 Comments:

Post a Comment