Wednesday, February 28, 2007

أنا ..وأختي ..ونيوتن اللعين

لم يــدُر بمخيلتي أبداأن تختزل تلك الطفلة الصغيرة كل ما تحاول كاتبة أمريكية - بشهرة دوروثي طومسون في أوج شهرتها -أن توصله في كتاب كامل ..فتأتي أختي - التي لم تكن أكملت السابعة بعد - بكل براءة ولاقصدية فتختزله في كلمتين - خليك شجاع ...اضحك
ثم بضحكة ساذجة لها صوتها المدوي تجتمع فيها كل ما تحمله الجملة من براءة ونقاوة واقبال علي الحياة.
حينما كنت أسمع تلك الكلمات من أختي الصغيرة (الصغيرة جدا)وقد سمعتها عدة مرات بعد حالة التجهم والغضب التي أحاول جاهدا أن أرسمها أمام ما تمتلكه تلك الشيطانة من براءة وسرور في موقف يتطلب من وجهة نظري ذاك النجهم الذي أجتهد في رسمه كي أوقف سيل الضحكات المنسابة علي شفاهها والتي لا أستطيع إيقافها بأية حال...فتقذفني بتلك الكلمات مستمرة في ضحكاتها وشيطانيتها كي تفك طلاسم عبوسي
كنت حقيقة أسخر من ذاك التعبير الذي يبدو غريبا لوهلته الأولي وقد استوقفني للحظات ...كيف جمعت تلك الصغيرة بين هاتين المفردتين....
الشجاعة ..بكل ما تحمله في أذهاننا من دلالات مسبقة التجهيز علي ارتباطها بالمآزق والمخاطر والاستعداد لمواجهتها..هل يحمل في ذهنك تصورا آخر..؟
الضحــك ..بكل ما يحمل أيضا من دلالات علي السرور والنشوة والسعادة
بعد أن قرأت عن كتاب طومسون وكان ذلك في كتاب لرجاء النقاش تحت عنوان قلوب وعقول وفي فصل من فصوله يحمل ذات التعبير العجيب "شجـاعة السعادة
للمرة الأولي لقراءتي المقال لم تستدعي ذاكرتي أختي بحال من الأحوال ثم في المرة الثانية لقراءتي المقال لما يحمله من معان جميلة حاولت طومسون التأكيد عليها في كتاب كامل لم أجد غير أختى تلوح لى بعد كل كلمة أقرأها وتقول بلسان حالها ألم أقل لك - خليك شجاع .. إضحك
الشجاعة التى تقصدها الكاتبة لم تكن تلك التى ترتبط فى اذهاننا بإستعدادنا لملاقاة الخطر أو جرأتنا على ذلك ولكنها الشجاعة التى تتطلبها
الحياة منا كى نكملها بتفاؤل ومرح وسرور .. تلك الشجاعة التى تتطلبها الحياة لإكتشاف ما بها من جمال وأشارت الى
أناس فى غاية البساطة يسعدهم مجرد سطوع الشمس او ضحكة طفل بريئة او التسليم على الجيران بحفاوة
ثم توضح الكاتبة معني السعادة من وجهة نظرها وتقول بانه ليس بالطبع السرور(وهي محقة جدا لأن السرور يخبو ويتضاءل ثم ينتهي من النفس انتهاءا لحظيا بانتهاء موقفه وقد يستمر وقتا بسيطا بعد ذلك لكنه أبدا ليس السعادة المرجوة)ولكن السعادة من وجهة نظرها وأتفق معها تماما أنّ
السعادة هي العرفان للحياة بالوجود والعرفان بالحياة بما فيها من متعة وجمالمما يزود الفرد بالشجاعة المطلوبة لاكتشاف ذلك
ذاك هو المعنى نفسه الذى أشارت الية أختى بكلماتها لكنها لم تكن تعيه بالتأكيد فكلماتها الحيوية تصرخ فى وجه تجهمى وتقول - أضحك فالحياة ابدا لا تستحق كل هذا التجهم وإنما تتطلب الشجاعة لإكتشاف السعادة ثم تتبعها بضحكتها البيضاء .. أدركت ساعتها ان هناك كتابا
......!!!!بغير أقلام
أما أنا وفى هذا اليوم الذى استمتعت فيه بقسط وافر من النوم ثم استيقظت بعد إهمال لذيذ لذاك الشىء البغيض الذى يدعى الدراسة والمحاضرات .. لأتناول الإفطار ظهرا مع أبى وأخى الاكبر اللذين قلما يجمعنى بهما وجبة .. ماذا أحتاج الأن كى أنفذ وصية كل من طومسون وأختى
لن أحتاج أبدا فى هذا اليوم المشمس سوى لأشياء صغيرة كى أصعد بها الى سطح منزلنا اللا عالى
كوب شاى أعددته بنفسى /حصيرة بالتأكيد تشتاق لمكانها الذى ستشغلة بعد قليل /مخدة لم يتبقى لى سواها بعد حركة التنجيد والتغير الكامل فى أثاث منزلنا بعد زواج أخى/ ديوان شعر لشاعرإقليمى مغمور / صورة بعيدة جدا ربما لشخص لا تعلموه
أصعد السلم فى موكب ملَََكىّ وسط أشيائى المنتشية .. أفرش حصيرتى التى عانقت ظهرى المّساقط عليها فى أشتياق .. قدم على قدم فى وجه كل شىء عدا الملك .. وقصيدة شعر - ربما أو بالتأكيد - لن تعجب غيرى
الأن يرمينى ذاك المشهد الملَكيّ لمشاهدى الملكية القديمة وسط ممالكى الخاصة جدا قبل ان تلوثنى كتب الفيزياء بجاذبيتها البغيضة
الأن .. والأن فقط أستطيع صفع وجه نيوتن بجاذبيته اللعينة تلك التى كلما حاولت الصعود تجرنى إلى القاع
تبا لنيوتن .. شكرا لأختى قبل طومسون

Posted by syzef :: 10:54 AM :: 12 Comments:

Post a Comment