Friday, November 10, 2006 فرق بين آدم...وآدم بالأمس كانت أولي زياراتي لمدونة السيد آدم المصري وقد طالعت موضوعا حاول السيد آدم أن يتعامل معه ببساطة بالغة.حاولت أن أعلّق علييه بالأمس ولكن باءت محاولاتي بالفشل جهلا مني بإيميل السيد آدم وحمدا له أنها باءت بالفشل فلوهلة الأولي تعاملت مع الأمر ببساطة هي في الحقيقة لم تكن بقدر تعامل آدم نفسه مع الموضوع ولكني اكتشفت في النهاية أنه لا ينبغي عليّ التعامل بهذه السهولة كتب آدم تحت عنوان (بعد الأمكنة)أننا نتعامل مع الأماكن بطريقة ما -وهي بالطبع من وجهة نظره طريقة خاطئة -قال عنها أنها إعطاء للأماكن حجما ما هوأكبر من حجمها الطبيعي ..ثم ضرب مثالابالمعسكرات وكيفية تعاملنا معها -وهذا ناتج بالطبع عن اعتياد آدم علي المعسكرات كما أعرفه -فإننا في المعسكرات كما يصرح حين ندق مسمارا في حائط الغرفة وندق علي أيدينا معه وحين نعلق نصف مرآة في الحائط نتطلع فيها كل صباح ثم لا ننسي اصطحاب كاميراتنا معنا كي نلتقط صورا للمكان ثم في النهاية نشعر بالحنين للمكان بعد انتهاء المعسكر..كل هذا -من نظر آدم -هو إعطاء المكان حجمه الغير طبيعي كي يفصح لنا في النهاية عن أنه غير شكل مدونته إلي شكلها الحالي في البداية شعر بالضيق والحنين إلي الشكل القديم ثم ما لبث أناعتاد الشكل الحالي واقتنع أنه أفضل شكل في الدنيا للمدونة ودعوة آدم للتعامل الأمثل -من وجهة نظره -مع الأماكن تبدو للوهلة الأولي مسألة بسيطة ولكنّ الأمر يبدو لي خطيرا ينكر آدم علي نفسه حنينه القصير لشكل مدونته الأول..لماذا نتعامل بتلك الطريقة مع أنفسنا..لماذا ننكر علي أنفسنا لحظة صدق مع داخلنا..لحظة حنين لذكري تعايشنا معها إن لم نكن عشناها حقا..لحظة إنسانية إن آدم يطلب منا أن تنتهي علاقتنا بالإشياء بمجرد الانفصال المادي عنها وهنا تكمن الخطورة فحنيننا للذكرى هوجزء من إنسانيتنا ولا ينفصل عنها بأي حال وتلك هي المشكلة الأولي والأقل خطورة أما المشكلة الأخري والتي تختبئ خلف بساطة آدم هو أنه يطلب منا أن نلغي تفاعلنا وإحساسنا بالإشياء نلغي إحساسنا بالمسمار الذي حمل ملابسنا الرثة والذي احتضنه الحائط..نلغي إحساسنا بنصف المرآة التي تطالعنا للحظة الإفاقة الأولي من الموت الأصغر..بصرير الباب صباحا ..بخرير الصنبور ينقطع والصابون غازيا أعيننا...بصوت المايك معلنا عن موعد الغداء..بطعم الأكل الغير لذيذ..بالملعقة البلاستيكية والتي سترميها في أقرب سلّة قبل انتهاء المعسكر القضية تكمن خطورتها في أن تفاعلنا مع الأشياء لا يرتبط بإنسانيتنا ولكنه هو إنسانيتنا حقاوالذي ينتج عنه الحنين الذي ينكره آدم..فنحن لا يتولد الحنين داخلنا سوى لما استطعنا التفاعل..التواصل معه..الإحساس به..أي الاحتكاك الحقيقي معه أعتقد أن سيدنا آدم النبي وليس كاتب الموضوع هو أكثر الناس اشتياقا للجنة لتفاعله وتواصله معها ومع أشياءها ولو لم يتوفر له هذا التفاعل وهذه المعايشة لتساوي وجوده في الجنة مع وجوده خارجها أي علي الأرض حتي لو كانت تلك هي الجنة وتلك هي الأرض هل يجب علي آدم النبي من وجهة نظر آدم المصري أن يتعامل بموضوعيته المزعومة مع الأماكن ولا يحن ولا يشتاق إلي الجنة إن ما يجب علينا فعله -من وجهةنظر آدم-هو ببساطة إلغاء آدميــتنــا (فهل نفــــعـــــل..؟(لا مؤخذة ياعم آدم |
|